((أحلام من حبات البرد!!!!!!!!))
لا زلت أشتم رائحة الطين كلما هبت نسمة تذكرني بتلك الأيام الجميلة الماطرة التي كان يصل فيها الماء إلى صدورناالعارية النظيفة (ونحن صغار ) ؛
ولا زالت صورة تلك المراكب التي كنا نصنعها بأيدينا لم تفارق مخيلتي
كانت رغم بساطتها إلا أنها تقطع بنا مسافات طويلة (أو على الأقل كنا نراها كذلك في حينها ) !
وعندما كنا نمر بأيام يشتد فيها المطر ويكون مصحوباً بحبات صغيرة من الثلج (كنا نسميها البَرَد )
وقد كانت حبيبات ناصعة البياض كبياض وصفاء قلوبنا (في حينها ) وكم كنا نحاول الإمساك بها ومن ثم جمعها لكنها تتلاشى بسرعة عند اللحظة التي نصدق فيها أننا قد أحكمنا الإمساك بها ، وما هي إلا هنيهة من الوقت وقبل إصالنا لها للإناء الذي سبق ووضعناه لجمعها فإذا بأصابعنا الصغيرة مطبقة على لا شيء!!
(مع أننا نتعرض للرياح والعواصف وزخات قوية من المطر وبرق ورعد من حولنا وكل ذلك لأجل الحصول عليها !!!!) .
فهل لا زال (حلم الإمساك بحبات البرد ) يطاردنا في أحلامنا الأخرى حتى بعد أن كبرنا !!!!!!!!
أم أن كل ما حولنا ما هو إلا كحبات البرد تلك (يتلاشى كلما ظننا بل وصدقنا أننا قد أمسكنا به )
إذن: ( فحقٌُ علينا أن لا نحلم وحقُ علينا أن لا نفيق من ذلك الحلم الجميل ) ؛
ونظل كما نحن ( معلقين بين السماء والأرض ، بين الواقع والحلم بين الحقيقة والسراب )
(بين حبات الحصى وحبات البرد )!!!!!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق