في ذات يوم ..به من الملامح كثيراً من هذا اليوم ...!!
تخبطني المرض ونال ارتفاع درجة الحرارة من جسدي ,بقيت على فراش التعب (على غير عادتي ) فأنا غالباً أحاول
أن لا اسلم بسهولة , لكنه أجهدني .......
جاءني صديق طفولتي زائراً ....وأخذنا نتبادل أطراف الحديث رغم اعيائي ....
وفجأة ....أطال النظر بي ثم أطلق ابتسامه عريضة أفرحتني وأثارت تساؤلي , فبادرته بالسؤال :
ماالذي يضحكك ياصديقي ؟؟!!
اعتدل
في جلسته ثم صمت قليلاً ..وقال : (طيلة عشرتي معك بودي أن أعرف متى ستأتي
اللحظة التي أشهد بها ولو بالخطأ عليك بأنك قد أتيت على سيرة أحد من باب
الحسد أو الغيرة منه .........) ، ثم أخذ الصمت قليلاً بيننا وحركته أنا
بابتسامه اكل الإعياء منها ... ثم قلت : بكل بساطه ياصديقي (لأني أثق في
نفسي بلا حدود أو حد ، كما أني أحب نفسي كثيراً دون أن يكون لذلك علاقة
بالأنانية أو الأنا ...فقاطعني قائلاً : ...أغلبنا يفعل ذلك أخي وأنت تعلم ,
فقلت له لكني أضيف على ذلك أنني قررت بيني وبين نفسي أن لاأحسدأو أغار الا من شخص به مواصفات معينة ,
فضحك ثم قال : وماهي ياصديقي ؟؟!!
قلت : أن يكون هذا الشخص أنا !!
فضحك صديقي ضحكه ملأت المكان ...ثم اعتذر وقال : صديقي هل لا أوضحت أكثر ..
قلت
ببساطه اذا كان الشخص الذي سأحسده أو أغار منه ليس مثلي طبق الأصل بكل
عيوبي وحسناتي (ان وجدت بي حسنات ) وإلا فما الداعي لأن أغار أو احسد شخصاً
مختلفاً عني في كل شي .......؟؟!!
سكت صديقي مرة أخرى ثم قال: لولا أنني أعرفك جيداً وأعرف قلبك ..وأثق بك جداً لاتهمتك بالغرور ....
لذا
فقل لقلبك ياصديقي أن (يبشر) بطول سلامة ثم ضحك ,واخذ بيدي ......ثم قال
لي : اذن فقم اكمل لباسك ولتحق بي في السيارة بالخارج أنا انتظرك (يلا
وبلاش دلع هههههههه ) ،
ركبنا
سويا وكان الوقت يقارب الغروب بنصف ساعه ...ثم قرر صديقي ان يمضي بنا إلى
قرية تبعد عن مدينتنا 20دقيقة – كنا نرتادها كثراً فيما مضى ، ثم انزل
السيارة جانب الطريق ...وأخذنا بالمشي قليلاً ونحن نقف شهوداً على احتضان
الأفق للشمس وهي تلفض أنفاس الضوء الأخيرة ، والطير تحاول اللحاق بآخرأمل
يدلها على الطريق للعودة إلى أوكارها ....
ثم واصلنا المسير إلى مسجد صغير على الطريق ، صلينا به صلاة المغرب ، ثم عدنا ادرجنا ....والنفس أصبحت إلى عنان السماء ..!!
رحل صديقي .....فالعيش أبعده أميال عني ..ولم اعد أراه إلا مرتين كل عام ...!!
وهاأنا اليوم ..في نفس المكان ..أمد يدي وتظل معلقة في الهواء دون أن تجد من يلتقفها ....!!!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق